ولم يراع وقوفه بين يدي مولاه * جل شأنه وعز علاه *؛ فأخذ يتكلم ما خطر على قلبه * وألقاه شيطانه على لسانه * ولم يستح من تكذيب الناس له؛ حتى أنه قد حدثني من أثق به:

أن هذا الضال المبتدع - قد أخبره بخبر ظهر كذبه للعيان؛ فلما عاتبه على هذا الكذب - قال له: لأي شيء تعاتبني على الكذب؟

والحال أن الأنبياء يكذبون!

انظر إلى تجاسر هذا المفتري! وإلى أي درجة وصل، وإلى أي حد انتهى؛ وما كفاه الافتراء على المؤمنين حتى ترقى إلى القدح برسل رب العالمين؛ فعياذًا بك اللهم؛ من هذا البلاء العظيم؛ وكم كان يقص في مجالسه على ضعفاء العقول من العوام قصصًا تقشعر منها جلود العقلاء؛ وكان يخبرهم أن القيامة تقوم سنة خمس وتسعين من المائتين والألف!

ويبرهن لهم على ذلك؛ فلما مضى الوقت الذي عينه لهم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015