[الإسراء: 57] .
فقوله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} : إشارة إلى ركنية ((المحبة)) .
وقوله تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} : دليل على ركنية ((الرجاء)) .
وقوله تعالى: {وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} : دليل على ركنية ((الخوف)) .
فباجتماع هذه الأركان الثلاثة تتحقق ((العبادة)) .
فإن لم تتحقق هذه الأركان الثلاثة مجتمعة لم تتحقق ((العبادة)) أصلًا.
ولهذا فسر العلماء من الحنفية ((الإله)) بالمعبود؛ فالإله هو الذي يأله القلوب بكمال الحب، والتعظيم، والإجلال، والإكرام، والخوف، والرجاء.
قلت:
هذه الأركان الثلاثة هي الأمهات، وأما بقية الأركان فداخلة فيها.
وقد صرح علماء الحنفية بعد تعريفهم للعبادة وذكر أركانها بأن القبورية في استغاثتهم بالأموات * وندائهم عند إلمام الكربات * وقولهم: يا علي، يا حسين، يا خواجة، يا غوث، يا مرشد، يا شيخ، ومثل ذلك عند نزول الملمات * ورجائهم وخوفهم من الأولياء الأموات * والطواف حول قبورهم لإنجاح الحاجات *
كل ذلك عبادات من أعظم أنواع العبادات * فهم بعبادتهم هذه للأموات * أهل إشراك برب البريات *.