العادية لا تدخل من باب العبادة؛ كحب الوالدين مثلًا حبا طبيعيًا؛ والخوف من الحاكم خوفًا طبيعيًا مثلًا، ورجاء الناس بعضهم من بعض تحت الأسباب، ونحو ذلك ليس من العبادة في شيء.
ثم الأركان الثلاثة منها أم الأركان، وهي:
(1) الحب.
(2) والرجاء.
(3) والخوف.
ومن هذه الثلاثة تلتئم العبادة؛ فإن تحققت هذه الثلاثة تحققت العبادة، وإلا فلا:
فالحب وحده ليس عبادة؛ لجواز أن يكون الشخص محبوبًا، ولا يكون معبودًا؛ لفقدان الخوف والرجاء، أو أحدهما: كالولد؛ فإنه محبوب وليس بمعبود.
وكذا الخوف وحده ليس عبادة؛ لجواز أن يكون الشخص يخاف منه، ولا يكون معبودًا؛ لعدم تحقق المحبة والرجاء، أو أحدهما؛ كالحاكم مثلًا.
إلا إذا وصل أحد هذه الأركان إلى درجة تليق بالله، كالحب مثلًا يكون عبادة إذا وصل إلى درجة حب الله لقوله تعالى: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: 165] .
الحاصل: أنه لا تتحقق العبادة ما لم تجتمع هذه الأركان الثلاثة.
وقد جمع الله تعالى هذه الأركان الثلاثة في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}