4 - وقال الآلوسي (1270هـ) :
(والمراد في الآية: اتخذوا كل من الفريقين علماءهم لا الكل الكل {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} بأن أطاعوهم في تحريم ما أحل الله تعالى، وتحليل ما حرم سبحانه، وهو التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى الشعبي وغيره عن عدي بن حاتم قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، فقلت له: يا رسول الله لم يكونوا يعبدونهم، فقال عليه الصلاة والسلام: أليسوا يحرمون ما أحل الله ويحلون ما حرم الله فيستحلون. فقلت: بلى. قال: ذلك عبادتهم» .
ونظير ذلك قولهم: ((فلان يعبد فلان)) إذا أفرط في طاعته فهو استعارة بتشبيه الإطاعة بالعبادة. أو مجاز مرسل بإطلاق العبادة وهي