فقد كانت لهم جهود عظيمة في الرد على القبورية، وكشف عوراتهم، وقطع دابرهم، وقمع شبهاتهم، وكسر جموعهم، وبيان فضائحهم، بنصوص دامغة صارمة قاطعة.
فإن أصل مذهب الحنفية كله قضاء على القبورية من أصلها: فقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى مقالة حنفية حنيفية قاطعة لدابر القبورية في القديم والحديث وهي مقالة سارت بها الركبان * وصارت لأهل التوحيد من أعظم البرهان * على القبورية عامة * والقبورية الحنفية خاصة * وهي قولته المشهورة المستفيضة: ((لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به....)) .
وهذه المقالة الحنفية الحنيفية في باب توحيد العبادة؛ كالمقالة المالكية الملكية للإمام مالك: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول ... )) في باب توحيد الصفات.
كما أن هذه قمعت الجهمية كذلك تلك دمغت القبورية.
وهكذا كثير من مسائل الفقه الحنفي وقواعدها رد بالغ على القبورية وقمع لهم ولشبهاتهم؛ كنفي سماع الموتى، وتحريم البناء على القبور، وأحكام الارتداد، وكلماته، وغيرها من المطالب المدونة في