العرب بمعنى الذبح، وأما ما ذكره بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: ((وما ذبح للأصنام والطواغيت)) ونحو ذلك، فليس هذا معناها اللغوي الكامل - بل قصدهم بيان فرد من أفراد {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} ، فإن المشركين السابقين كانوا عادة، إذا نذروا شيئاً من الأنعام لآلهتهم ذبحوه بأسمائها، بخلاف القبورية في هذه الأمة، فإنهم إذا نذروا بقرة مثلاً لأوليائهم الأموات مثلاً، ذبحوها باسم الله تعالى لساناً وظاهراً، حيلة منهم، ولكن هذا المنذور المذبوح يكون مذبوحاً في الحقيقة باسم ذلك الولي الميت، فهم وإن لم يذكروا اسم هذا الولي المنذور له ظاهراً على ألسنتهم عند ذبح ذلك الحيوان المنذور، لكنهم يذكرون اسم وليهم باطناً في قلوبهم قبل ذبحه وعند ذبحه وبعد ذبحه، دل على ذلك نذرهم له ونيتهم وتقربهم إليه واستعطافهم إياه لدفع الملمات وجلب الخيرات.
إذاً لا تأثير لذكر اسم الله تعالى عليه عند الذبح ما دام المنذور لغير الله تعالى، فذبحهم باسم الله تعالى ليس إلا حيلة قبورية لا تنجيهم من الشرك والتحريم؛ لأن العبرة للنية لا لذكر اسم الله تعالى على اللسان، فهذا الناذر مشرك وهذا المنذور حرام وإن ذكر اسم الله عليه وقت الذبح.