[فلذلك نقول:] إن هذا التوسل [أي توسل عمر بالعباس] ليس من باب الإقسام [على الله تعالى] بل هو من جنس الاستشفاع، وهو أن يطلب من الشخص الدعاء والشفاعة، ويطلب من الله تعالى أن يقبل دعاءه وشفاعته، ويؤيد ذلك أن العباس كان يدعو وهم يؤمنون لدعائه حتى سقوا، وقد ذكر المجد: أن لفظ ((التوسل)) بالشخص، والتوجه إليه وبه - فيه إجمال وإشراك [يختلف المراد منه] بحسب الاصطلاح [السلفي، والقبوري الخلفي] ، فمعناه في لغة الصحابة [رضوان الله عليهم أجمعين] :
أن يطلب منه الدعاء، والشفاعة، فيكون التوسل والتوجه في الحقيقة بدعائه وشفاعته، وذلك مما لا محذور فيه، وأما في لغة كثير من الناس [عبدة القبور]- فمعناه: أن يسأل الله تعالى بذاته، ويقسم به عليه، وهذا هو محل النزاع.
وقد علمت الكلام [والحجج الدالة على خلافه، وعرفت ما] فيه [من المفاسد الشركية والبدعية] ،