فيسقون؛ فإنه لو كان التوسل به عليه الصلاة والسلام بعد انتقاله من هذه الدار - لما [تركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم، ولما] عدلوا [عن التوسل به] إلى [التوسل بشخص] غيره [صلى الله عليه وسلم] بل كانوا يقولون [حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم] : ((اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فاسقنا)) ، وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس إلى التوسل بعمه العباس - وهم يجدون أدنى مساغ لذلك - فعدوا لهم هذا - مع أنهم السابقون الأولون، وهم أعلم منا بالله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم و [هم أعرف منا بحقوق الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام] و [هم أدرى منا بكل] ما يشرع [في دين الله] من الدعاء وما لا يشرع.
وهم في وقت ضرورة ومخمصة، [وكانوا] يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق - دليل واضح على أن المشروع [هو] ما سلكوه: [من التوسل بدعاء الحي الحاضر] دون غيره [من توسلات القبورية، الشركية منها والبدعية] ....