الخطاب * سيما إذا استغيث بهم لدفع الشدائد والملمات ولرفع الكرب والمهمات * مما لا يقدر على دفعه إلا خالق الأرض والسماوات *.
وقد كان الأولون إذا وقعوا في شدة دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إذا هم يشركون * [بخلاف القبورية المتوسلين بالأموات والمستنجدين] * ومن فعل هذا بحالتي الشدة والرخاء * بل في قسمي المنع والعطاء * - فقد غلا وجاوز حده * [واستحق أن يكون سيف الرسالة غمده] *....
إذا علمت هذا، فاعلم: أن الاستغاثة بالشيء طلب الإغاثة والغوث منه؛ كما أن الاستغاثة بشيء طلب الإغاثة منه، فإذا كانت بنداء من المستغيث للمستغاث، كان ذلك سؤالاً منه، وظاهر أن ذلك ليس توسلاًَ به إلى غيره، بل طلب منه؛ إذ جرت العادة أن من توسل بأحد عند غيره - أن يقول لمستغاثه: ((أستغيثك على هذا الأمر بفلان)) ، فيوجه السؤال إليه، ويقصر أمر شكواه عليه، ولا يخاطب المستغاث به، و [لا يناديه ولا يدعوه، بأن]