والماء، ثم انصرف إلى أهله بالشام، ثقة بأن الله تعالى سيخلفه على أهله، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.....

وانظر إلى حسن ظن أهل بيته بالله تعالى؛ فإن هاجر لما رأت منه العزيمة على السفر إلى دياره - قالت له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، حتى قال لها: إن ذلك بأمر الله، فقالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت؛ علماً منها أنه سبحانه خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، وبقيت صابرة على ما تكابده من قضاء الله وقدره، على ما تراه من حال ولدها، وشدة ما يقاسيه من الجوع والعطش، وهو يومئذ ابن سنتين، حتى أشرف على الهلاك، وجعل يشهق ويعلو صوته وينخفض، كالذي ينازع الموت، فقامت تسعى سعي الإنسان الجهود، وتنتظر فرج الله، فسعت سبع مرات، وهي تتشوف بريد الفرج.

وكانت كل مرة تتفقد إسماعيل وتنظر ما حدث له بعدها، فتشاهده في حال الموت....

فلما أشرفت على المروة في المرة الأخيرة - سمعت صوتاً وأيقنت بحصول ما كانت ترجوه من الله تعالى، وتيقنت أنه من رسل رب الأرض والسماء، قالت: قد أسمعت * وتحققت الذي قد أزمعت * وعرفت أنك حاضر * وإن لم ترمقك النواضر *.

فأغثني إن كان عندك خير * فقد لحقنا الجوع والعطش، والضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015