واستغاثة بعضهم ببعض - فهذا شيء لا نمنعه ولا ننكره.
كما قال تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15] [بل] نعد منعه جنوناً، كما نعد إباحة ما لا يقدر عليه إلا الله شركاً وضلالاً) .
قلت:
هذا جواب عام عن هذه القصة وعن كل ما استدل به القبورية من هذا القبيل.
وأما الجواب الخاص عن هذه القصة - فهو ما يلي:
قال العلامة شكري الآلوسي مبيناً مخازي ابن جرجيس في التشبث بهذه القصة:
والجواب عن سخافة هذا العراقي أن يقال:
(إن هذه القصة من أقوى الدلائل على أن سيدنا إبراهيم وآل بيته صلى الله تعالى عليه وعليهم أجمعين - قد بلغوا من الوثوق بالله والالتجاء إليه - ما لا يمكن بيانه، ولا يسعنا شرحه........
وقد ترك ولده الذي هو من أعز الناس عليه، مع أمه، في أرض قفراء غبراء، لا ماء فيها ولا مرعى، ولا أنيس ولا جليس، مع شيء نزر من التمر