والمتفلسفة المتكلمة الجهمية * ولعل بعضهم لجهله لم يتصور محل النزاع * ولا عرف منار البحث والدفاع * فإن طلب الدعاء من الأحياء مسألة، ونداء غير الله تعالى أمواتاًَ وأحياءً بما هو من خصائص الألوهية مسألة أخرى، وبين المسألتين بون بعيد * وفرق ما عليه من مزيد *.
فهذا النوعان من الاستغاثة الاستعانة والاستنصار والاستمداد، أمران متضادان * ومسألتان متباينتان * وهما حقيقتان مختلفتان * ومفهومان متغايران *.
لكل واحد حكم مغاير لحكم الآخر، فلا يجوز الخلط بين الحكمين حتى لا يكون تلبيساً.
فالنوع الأول جائز بلا ظنون * لا بد منه، ولا ينكره إلا مجنون * لكنه خارج عن محل النزاع.
وأما النوع الثاني فهو محل النزاع وهو لا يجوز؛
لأنه إشراك بالله عز وجل، ومتضمن لعبادة غير الله سبحانه وتعالى.