"دل استقراء القرآن العظيم على أنّ التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: توحيده في ربوبيته؛ وهذا النوع جبلت عليه فطر العقلاء.

الثاني: توحيده جلّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو: تحقيق معنى "لا إله إلا الله"، وهي متركبة من نفي وإثبات.

الثالث: توحيده جلّ وعلا في أسمائه وصفاته1.

وهذا التقسيم ليس بدعاً من الشيخ -رحمه الله-، بل له في ذلك سلف؛ فقد ذكره قبله بآماد طويلة أئمة أجلاء في كتبهم؛ من أمثال الإمام الحافظ محمد بن إسحاق بن مندة2 -رحمه الله- في كتابه التوحيد؛ فقد ابتدأه -رحمه الله- بوحدانية الله تعالى في ربوبيته مستدلاً بذلك على توحيده تعالى في العبادة، ثم ثنى بتوحيد الألوهية؛ وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، ثم ثلّث بتوحيد أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا3.

وممّن أورد هذا التقسيم، وأشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية4،

وابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015