وتارة يستدل بذلك على خلق السموات والأرض، فإن خلقهما أعظم من إعادة الإنسان كما في قوله: {أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى}.
وتارة يستدل على إمكانه بخلق النبات كما في: {وهو الذي يرسل الرياح بشرًا .. إلى قوله: كذلك يخرج الموتى}.
فقد تبين أن ما عند أئمة النظار أهل الكلام والفلسفة من الدلائل العقلية على المطالب الإلهية، فقد جاء القرآن بما فيها من الحق وما هو أبلغ وأكمل منها على أحسن وجه، مع تنزهه عن الأغاليط الكثيرة الموجودة عند هؤلاء فإن خطأهم فيها كثير جدًا، ولعل ضلالهم أكثر من هداهم وجهلهم أكثر من علمهم.
ولهذا قال أبو عبد الله الرازي في آخر عمره في كتابه "أقسام الذات" لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن إقرأ في الإثبات {الرحمن على العرش استوى} {إليه يصعد الكلم الطيب} واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء * ولا يحيطون به علمًا} ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
والمقصود أن الإمكان الخارجي يعرف بالوجود لا بمجرد عدم العلم بالإمتاع، كما يقوله طائفة منهم الآمدي. وأبعد من إثبات الإمكان الخارجي بالإمكان الذهني ما يسلكه المتفلسفة كابن سينا من إثبات