فقدم على ابن جفنة، فوجد بالشأم أبا أحيحة سعيد بن العاص، وابن أخته أبا ذيب، فحبسهما، فمات أبو ذيب في الحبس. وسم عمرو بن جفنة عثمان بن الحويرث، فمات بالشأم، فذلك حيث يقول ورقة بن نوفل:
هَلَ أتَى ابنتي عُثْمان أنّ أباُهمَا ... حانتْ مَنِيَّتُهُ بجَنْبِ الفرصَدِ
الأبيات التي كتبناها قبل هذا.
وأجمع رهط من بني عبد شمس أن يفتدوا سعيد بن العاص بمال يجمعونه. فقال لهم مسافر بن أبي عمرو: لا تفتدوا رجلاً فانياً واحداً بهذا المال، وزوجوا به فتياناً من فتيانكم، يولد لبعضهم مثله. فعصوه وافتدوه. فقال في ذلك سعيد بن العاص:
يا راكباً إمَّا عرِضْتَ فَبّلغاً قَومي بَرِيدَا
عُثْمانَ أو عَفّانَ أو أبْلغ مُغَلْغَلةً أسِيدَا
فلأمْدَحَنّ الوَافدين بِمِدْحةٍ تأتي سَرُودَا