حدثنا الزبير قال، قال عمي مصعب بن عبد الله: وسمعت أبي يقول: قال عبد الله بن الزبير: قتل أبي وترك ديناً كثيراً، فأتيت حكيم بن حزام أستعين برأيه وأستشيره، فوجدته في سوق الظهر، معه بعير آخذاً بخطامه يدور به في نواحي السوق، فسلمت عليه وأخبرته ما جئت له، فقال: البث على حتى أبيع بعيري هذا. فطاف وطفت معه، حتى إني لأضع ردائي على رأسي من الشمس. ثم أتاه رجل فأربحه فيه درهماً، فقال: هو لك. وأخذ منه الدرهم، فلم أملك أن قلت له: حبستني ونفسك ندور في الشمس منذ اليوم من أجل درهم! فوددت أني غرمت دراهم كثيرة ولم تبلغ هذا من نفسك! فلم يكلمني. وخرجت معه نحو منزله، حتى أنتهى إلى هدم بالزوراء فيه عُجَيِّزٌ من العرب، فدنا إليها فأعطاها ذلك الدرهم، ثم أقبل عليّ فقال: يا ابن أخي، غني غدوت اليوم إلى السوق، فرأيت مكان هذه العجوز، فجعلت لله على أن لا أربح اليوم شيئاً إلا أعطيتها إياه، فلو ربحت كذا وكذا لدفعته إليها، وكرهت أن أنصرف حتى أصيب لها شيئاًن فكان هذا الدرهم الذي رزقت.

قال فلما صرنا إلى المنزل، دعا بطعامه، فأكل وأكلت معه، حتى إذا فرغ أقبل عليّ فقال: يا أبن أخي، ذكرت دين أبيك، فإن كان ترك مئة ألف فعلى نصفها. قلت: ترك أكثر من ذلك. قال: فإن كان ترك مئتي ألف فعلى نصفها. قلت: ترك أكثر من ذلك. قال: فأن كان ترك ثلاثمئة ألف فعلي نصفها. قلت: ترك أكثر من ذلك قال: لله أنت، كم ترك أبوك؟ فأخبرته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015