أبي البختري فذكروا ذلك له، فأرسل إليه، فلما جاءه كلمه في تركهم، فقال له سعيد: ليس لك أن تكرهني، وتمنعني من إكراههم. فقال له: تنظر في أمرك ولا تعجل. فحلف له سعيد فاجتهد: لا يعمل له إلا أن يدعه يكره على العمل من رأى. فقال له: ضع سيفنا. فوضع السيف وانصرف إلى منزله، وألحقه أبو البختري رسولاً فقال له: يقول لك الأمير، أن رد المئة الدينار التي أعطيتك. فقال للرسول: أين كنت وضعتها؟ قال: أمرتني أن أضعها في تلك الكوة. قال: فانظرها حيث وضعتها. فأخذها الرسول من الكوة وذهب بها إلى أبي البختري. فقال في ذلك سعيد بن عمرو:
أظَنَّ وَهْبُ بن وهبٍ أن أكونَ له ... لمَّا تَغَطْرَسَ في سُلْطانه تَبَعَا