ومالِي بعدَهُمْ في العَيْشِ خيْرٌ ... ولا أمَلٌ لَوَ أنّ الدّهَر يَدْرِي
تقولُ حَليلتي وتَرَى أكتِئَابِي ... وجِسْمي: ما لجسْمِكَ كيف يَحْرِى
فقلت لها: مَصائبُ مُوجِعاتٌ ... قَرَعْنَ العَظْمَ ثم لَحَوْنَ ظَهْرِي
أصَبْنَ بني الزُّبَيْر فأفردُونِي ... لأعدائِي ولم يَتْرُكْنَ وَفْرِي
وإنّ الخيْرَ وابنَ الخيْر منّا ... أبا زيْدٍ قَد اصْبَحَ رَهْنَ قَبْرِ
ولم تَتْرُك لَهُ مِثْلاً نَراهُ ... ببَرّ في البلادِ ولا ببَحْرِ
هو الرجُل المؤمَّلُ كان يُرْجَى ... لكُلِّ عظيمةٍ ولكُلّ أمْرِ
فشأْنَ الدَّهرِ بعدَك لا أبالِي ... لعُسْرٍ كانَ بعدَك أو بيُسْرِ
فلا تَبْعَدُ فقد أوْرَثْتَ حُزْناً ... علَى الأكْبَادِ مثلَ رَدَاةِ صَخْرِ