ركب سليمان بن عبد الملك وهو خليفة، ومعه محمد بن المنذر، وعمر بن عبد العزيز ابن سليمان بينهما، فجاء المطلب بن عبد الله على بغله ليدخل بين سليمان ومحمد بن المنذر، فيتوسط هو وسليمان، فضرب محمد بن المنذر وجه بغلة المطلب فأنقدعت، فقال المطلب: ألا ترى يا أمير المؤمنين ما يفعل بقية الفتنة ووضر السيف؟ قال فقال محمد: فتنة والله كنت فيها تابعاً غير متبوع، ذنباً غير رأس. قال المطلب: أنا ابن بنت الحكم. قال محمد: أدناهن منكحاً، وأكثرهن مهراً، وأهونهن على أهلها. فالتفت سليمان إلى عمر فقال: ألا ترى محمداً يمدحنا بذمنا، ويذمنا بمدحنا، وكل ذلك يجوز له عندنا.

قال الزبير: وأنشدتني أم كلثوم بنت عثمان، لعبد الله بن عروة ابن الزبير، يرثي محمد بن المنذر بن الزبير:

سَرَى هَمّي فهاجَ علىّ حُزْنِي ... فأبْلاَنِي وضَاقَ عليَّ أمْرِي

وهاجَ محمّدُ المأمونُ قِدْماً ... مُصِيباتِي فهاجَ عليّ ذِكْرِى

وكانَ بقيَّةَ الأخْيارِ مِنّا ... أؤمّلُه وأرْجوهُ لنَصْرِي

فيالِ الدَّهرِ كيفَ يَشُدُّ يَعْدُو ... مُصِرًّا يصطَفِى ويُصِيبُ ذُخْرِي

يُصِيبُ عشيرتي ويَصُدُّ عنّي ... لِعِدَّة مُدَّةٍ وحِمَامِ قَدْرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015