ثُمَّ الأميرُ أدامَ اللهُ صالِحَهُ ... نِعْمَ المُبَوَّا بحمد الله بَوَّاكَا
رقّاكَ في المجد حتى نِلْتَ ذِرْوَتَهُ ... فمن بَغَاك محلَّ النَّجمِ وَافَاكَا
حدثني الزبير قال، وحدثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني قال: لما استعمل عبد الله بن مصعب على اليمن، قال لي مصعب بن عبد الله: أمض معنا إلى صنعاء. فقلت: لم أعلم أهلي ذاك. فقال: نرسل رسولاً ونكتب معه بحاجتك، وتمضي معنا وتكفاهم. فقلت: لا بد لي من مطالعتهم، ثم ألحقكم. وهو حين قلت هذه القصيدة. ثم قدمت عليهم صنعاء، فأنزلني عبد الله بن مصعب معه في دار الإمارة، وأجرى على خمسين ديناراً في كل شهر، وأكرمني. ثم غرضت فشكوت ذلك إليه، واستأذنته في الانصراف، فأذن لي وأعطاني خمسمئة دينار، وكساني كسوة فاخرة من عصب اليمن، وأمرني فدخلت على نجائبه، فاخترت منها نجيباً مهرياً. فانصرفت سالماً غانماً إلى أهلي.
وقال ابن أبي صبح يمدحه:
إذا رفعتْ أحراسُهُ السَّيرَ واستوَى ... على ظَهْر مصفوفٍ عليه النمارقُ
بدا مَلِكٌ في صُورة البَدْرِ طالعاً ... فيالكَ حُسْناً زيَّنتْهُ الخلائقُ
خلائقُ أحرارِ الملوكِ ونُورُها ... يَلوحُ عليهِ نَظْمُها المُتَناسِقُ