إنّ الزِّمَامَ زِمَامَ الخيرِ نعرفُهُ ... وابنَ الزِّمامِ زِمام الخيرِ بَكّارِ
لذلك أقسمتُ بالبيتِ العتيق ومن ... يَطَّافُ بالبيتِ من وَقْفٍ وزُوَّارِ
لا أخلِطُ الدَّهْرَ ودِّيكُمْ بغيركُمُ ... منْ يجعلُ الفضة البيضاءَ كالقارِ
حدثنا الزبير قال، أخبرني يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق قال: حضرت أبا بكر بن عبد اله بن مصعب، جاءه أبن حراث، رجل من أهل المدينة، فأستعانه في زرع يريد أن يزرعه، فقال له أوب بكر: على كم تزرع؟ قال: على ناضحين. قال: فإذا زكا زرعك، كم يأتيك حبه، وبكم يأتيك تينه؟ قال: بكذا وكذا ديناراً وكثر على أفضل ما يأتي الزرع، فدعا له بثمن زرعه على ما تمنى فيه من الزكاء والغلاء، فقال له: هذا ثمن زرعك فخذه، فقد طرح الله عز وجل عنك مؤونة النضج. فأخذه ابن حراث وأنصرف وهو يقول:
طَابَ بَذْرِي في الزبيريّ وقَدْ ... يُنْجِبُ الزرعُ إذا طابَ البَلَدْ
لم يُصِبْنَا نَكَدٌ في زَرْعِنَا ... بل زرعْنَا في سَخَاخٍ وثَأَدْ
فحصَدْنا لم نُعَالْج نَضَحاً ... والذي ينضَحُ في عيشٍ نَكِدْ