لأن المقدار الذي يستمده الرسول لها غير كاف وحده لاستبقائها، وأن الله فطر ذاته على أنها تتغذى غذاءً غير متعارف. وكذلك حال نومه كان كما قال في الحديث الصحيح: "إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي". (?)
فالزهد في الحظوظ الدنيوية المحضة هو مقام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ففي الصحيح عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما لي وللدنيا"، وفي ذلك قصة. (?) وفي الصحيح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كان فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسحًا (?) نثنيه له ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلت: لو ثنيته بأربع ثنيات لكان أوطأ له فثنيناه بأربع ثنيات فلما أصبح قال: "ما فرشتموني الليلة؟ "، قالت: قلنا: هو فراشك إلا أنا ثنيناه أربع ثنيات، قلنا: هو أوطأ لك، قال: "ردوه لحاله الأولى، فإنه منعتني وطأته صلاتي الليلة"، (?) يعني صلاة آخر الليل النافلة.