الخدري وزيد بن سعنة. (?) وأعظم مظهر لرحمته - صلى الله عليه وسلم - قوله: "لكل نبي دعوة مستجابة، وقد اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة". (?) ولذلك خصه الله بالشفاعة في الخلق في عرصات القيامة تلك الشفاعة التي لم يقدم عليها من سئلها من المرسلين عليهم الصلاة والسلام، كما ورد في حديث الشفاعة الصحيح. (?)

[2 - المقام الثاني: ] والآن وقد أتينا بلمحة دالة على مظهر الرحمة بما هي خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنحن نبين إلى جانب ذلك مظهرَ الرحمة في المقام الثاني. وهو مقام التشريع الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي ما فيه من مقوماتِ الرحمة العامة، فنعود إلى قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 107].

فنجد قوله: "للعالمين" متعلِّقًا بقوله: "رحمة" لا محالة، وأن كلمة العالمين جمع يشمل كلَّ ما يصدق عليه اسم العالم بسبب ما دلت عليه لامُ التعريف من الاستغراق، أي عموم جميع الأنواع التي يصدق عليها اسم العالم، وأن إبراز ذلك الاسم المعرَّف باللام في صيغة الجمع قرينةٌ على أن التعريف باللام تعريفُ استغراق، وأن المراد هو العالَم بمعنى النوع من أنواع المخلوقات أو من أنواع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015