اختار أيسرَهُما ما لم يكن إثمًا". (?)
وشواهدُ ذلك في سائر تصرفاته - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك أنه لمَّا شُج وجهُه الشريف يومَ أحد شقَّ ذلك على أصحابه فقالوا لو دعوت عليهم فقال: "إنِّي لم أُبعث لَعَّانًا، وإنما بُعثت رحمة"، (?) وما في الحديث الصحيح في غزوة ذات الرقاع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان نائمًا في القائلة تحت شجرة وسيفه معلق بها، فانتبه فوجد أعرابيًّا مشركًا اسمه غورث بن الحارث قائمًا عند رأسه والسيف مصلت في يده، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ يمنعك مني؟ فقال: الله، فسقط السيفُ من يد الأعرابي، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال للأعرابي: "من يمنعك مني؟ " فقال: كن خير آخذ، فتركه وعفا عنه. (?)
وقد ثبت بمتواتر الأخبار رحمةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحلمُه في وقائع جمة مروية في كتب الصحيح والسيرة برواية جمع من الصحابة، مثل عمر وعلي وعائشة وأنس بن مالك وزيد بن أرقم وجابر بن عبد الله وعبد الله بن سلام وعبد الله بن عمرو بن العاص وأُنيس الغفاري وهند بن أبي هالة وجرير بن عبد الله البجلي وأبي سعيد