وقريبٌ منه قولُه تعالى: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46]، أي لا تهتمَّ بأمره وأعرِضْ عنه. ويقولون في عكس ذلك: أنت مني وأنا منك. ويؤيد هذا التأويلَ أن بعضَ الآثار الواقع فيها لفظ "ليس منا" قد رُوي بلفظ "فليس مني"، وما في صحيح مسلم أن أبا موسى الأشعري أُغْمِيَ عليه في مرضه، فصاحت امرأةٌ من أهله، فلما أفاق قال: "أنا بريءٌ مِمنْ بَرِئ رسولُ الله منه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا الصالقةُ والحالقةُ والشاقة""، (?) ففسَّرَ كلامَ رسول الله "ليس منا" في ذلك الحديث بمعنى البراءة.