البلاد. فهزموا خوارزمشاه، فلما هزموه لم يبق في البلاد مَنْ يحمي الممالك من هؤلاء المفسدين. دام حالهُم على ذلك نحوًا من تسعين سنة إلى أن أسلم ملكُهم خربند بن أرغو بن أبغابن هولاكو، وقتل قطلوشاه آخر المشاهير من أمرائهم وقواد جيشهم. (?)
وقد ابتدأ تطرقُ الديانة الإسلامية بين أمراء التتر من منتصف القرن السابع، ولكنه كان تطرقًا بالهوينا؛ ذلك أن شمس الدين الباخوري - كبير الصوفية في بخارى وأحد أصحاب نجم الدين - خاطب أميرهم بركا بن دوشي خان الذي وَلِيَ مُلك التتر سنة 652 هـ يدعوه إلى الإسلام، فأعمل بركا الرحلة إلى بخارى للقاء شمس الدين وأسلم، وعاهده على إظهار الإسلام بين قومه، وبنى مساجد ومدارس في جميع البلاد - إيران، وهمذان، وتبريز والمراغة. ووصى الشيخُ الباخوري السلطانَ بركا بأن يكون صديقًا للخليفة المستعصم العباسي. غير أن إسلام السلطان لم يتجاوزه إلى عامة التتر، فبقوا كفرة ولم يستطع كفَّهم عن الهجوم على ممالك الإسلام، سوى أنه صد أخاه منكوفان أحد قواد جيوش التتر عن الهجوم على ممالك الخليفة المستعصم. (?)
ولم يُجْدِ ذلك أمام عزم هولاكو على غزو بغداد سنة 656 هـ، ومضت فترةٌ من الزمن إلى أن وَلِيَ تكدار بن هولاكو سنة 681 هـ فأظهر الإسلام. وكان الذي دعاه إلى الإسلام الشيخ قطب الدين محمود الشيرازي العلامة الجليل الشهير وهو يومئذ قاضي سيواس، (?) وكتب الملك بذلك إلى ملوك عصره. (?) ولا شك أنه كان يرمي