إذا غَيَّر النأيُ المُحِبِّينَ لَمْ أَجِدْ ... رَسِيسَ الهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

وفي رواية: لم تجد. قال عنبسة: فلما انصرفت حدثت أبي (?) بما كان، فقال لي: أخطأ ابن شبرمة حين أنكر على ذي الرمة، وأخطأ ذو الرمة حين غير شعره لقول ابن شبرمة، إنما هذا كقول الله تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [النور: 40]، وإنما هو لم يرها ولم يكد" (?).

هذا ما نقل من هذا المشهد الأدبي الرائع. فوجه ما انتقده ابن شبرمة على ذي الرمة أنه شاع في كلامهم أن يقال: ما كاد فلان يفعل ولم يكد يفعل، في أمر هو قد وقع إلا أنه ما وقع إلا بعد لأيٍ وعناء، وقد كان بعيدًا في الظن أن يفعله، كقوله تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)} [البقرة: 71]، قال في الكشاف: "قوله {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)} [استثقال لاستقصائهم] واستبطاء لهم، وأنهم لتطويلهم المفرط [وكثرة استكشافهم] ما كادوا يذبحونها و [ما كادت] تنتهي سؤالاتهم" (?)، أي ثم انتهت، فلما قال ذو الرمة: "لم يكد رسيس الهوى من حب مية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015