حتى قال عنترة: "هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ" (?). ذلك أن بعض التراكيب قد تصير مشتهرةً في الاستعمال، فيتناقلها الناسُ، وتسير مَسيرَ الأمثال. وبعضُها قد يصير معروفًا بين الشعراء، فيصير كلغة خاصة بهم، وبعضها قد يبتكره بعضُ الشعراء، فيستجاد منه ويشتهر فيأخذه مَنْ يجيء بعده، ولا يعدّ ذلك سرقة لشهرته. وقد وقع الافتتاح بجملة "بانت سعادُ" لعدّة من شعراء العرب، ذكرهم ابن هشام في شرح قصيدة كَعْب. وقد قال بشار:
مِنْ كُلِّ لَذَّاتِ الفَتَى ... قَدْ نِلْتُ نَائِلةً وَعُرْفَا (?)
فألَمَّ بقول [زهير بن جناب الكلبي]:
مِنْ كُلِّ مَا نَالَ الفَتَى ... قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التَّحِيَهْ (?)