فَلَا بُدَّ أَنْ تَغْشَاكَ - حِينَ غَشِيتَهَا ... هَوَاجِدُ أَبْكارٍ عَلَيْكَ وَثِيبُ (?)

وأما في اشتقاق الأفعال فتوسعه كثير، ولا عجب في ذلك لأنه أخف من القياس على الأسماء إلا أن بشارًا يعمد إلى ضربٍ من اشتقاق الأفعال، وهو عدم اكتراثه بالتعدية واللزوم، فربما استعمل القاصرَ متعديًا كقوله:

وَحَاسِدُ قُبَّةٍ بُنِيَتْ لِرَوْحٍ ... أَطَالَ عِمَادَهَا سَلَفٌ وَآدُوا (?)

فاستعمل آد بمعنى قوّى متعدّيًا من الأيْد، والمعروف في كلام العرب أنه قاصر، يقال: آدَ فلان، إذا اشتدّ وقوِي (?).

وأما توسُّعه في مخالفة قواعد الإعراب، فله شذوذاتٌ غير مسموع نظيرها، ولعلها من التنادر الذي أهمله أئمّة العربية لشدة ندوره، كقوله:

كَلَا المَيْتِ وَإِيَّانَا ... كَمَا لَاقَى وَلَاقَيْتُ (?)

فأضاف "كَلَا" إلى اسم ظاهر، وهو وارد في الضرورة بالعطف، كقول الشاعر:

كَلَا أَخِي وَخَلِيلي وَاجِدِي عَضُدًا ... فِي النَّائِبَاتِ وَإلمَامِ المُلِمَّاتِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015