صيغة معروفة ولكنها لم تُسمع في هذه المادة (?). واستعمل جَنَابَاوَيْه في مَيْمَنة الجيش ومَيْسَرته، وإنما يسمَّيان مُجنَّبَتَيْ الجيشِ، فلما قال أهل اللغة: إنما سُمِّيَتا مُجَنِّبَتَيْن لأنهما تأخذان جَنَابَي الطريق، سمّاهما باسم المكان، هذا إذا لم يكن قد ثبت سماع هذا الإطلاق من أهل اللسان، وقد أهمله مدونو اللغة. واستعمل وصف مُقْوَدّ في قوله:
كَأَنَّهُ مِنْ غُلَوَاءِ الجُرْدِ ... فِي العَسْكَرِ المُسْلَنْطِحِ المُقْوَدِّ
ولم ينقل عن العرب مُقْوَدّ ولا اقْوَدَّ، ولكنه جاء على وزن مُعْوَجٍّ ومُزْورّ ومُحْمرّ، من اعوجّ وازورّ واحمرّ، فقدّر بشار فِعْل اقْوَدّ، وصاغ منه مُقْوَدّ (انظر البيت في الورقة 157) (?). ونظيره قوله أيضًا في هذه القصيدة: "تَرْقَدُّ في رَيْعانِها المُرْقَدِّ". (انظر البيت 21 في الورقة 155) (?). وأما قول بشار (في الورقة 209):
دَعْ عَنْكَ حمَّادًا وخُلْقَانَهُ ... لَا خَيْرَ فِي خُلْقَانِ حَمَّادِ (?)
فاستعمل خُلقان بمعنى الخُلُق، والمعروف أنه جمع خَلَق، وهو الثوب الرثّ، ولا يصح أن يكون هذا قياسًا على جمع خَلَق، إذ ليس من باب واحد، ولا أن يكون مَصدرًا كالكُفْران والغُفْران، والشُّكْران، فتعين أن يكون قد سمع هذا اللفظ من العرب أو رأي جواز اشتقاقه. وكذلك قوله (في الورقة 101):