أراد حبيبته فكنى عنها بالنخلة. وكنوا عن المرأة بالشاة من قبل في الجاهلية، قال عنترة:
يَا شَاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له ... حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَهَا لَمْ تَحْرُمِ (?)
وذكر الجرجاني في كتاب "الكنايات" أن التكنية بالشجر وغيره عن المرأة قديمةٌ في كلام العرب من عصر الجاهلية (?).
يُنْبِئُك شعرُ بشار، فضلًا عن بلاغته وفصاحته، بأنه تمكن في العلم بأحوال العرب وعاداتهم وأيامهم، حتّى إنه لينظم القصائدَ فلا يُخِلّ بشيء مما يودِعه فحولُ العرب في أشعارهم. وكذلك كان علمُه بأحوال الإسلام، وأيام دوله، ومناهج الشريعة واختلاف أئمتها. وجمع إلى ذلك علمًا بعادات المولَّدين من العرب في الأمصار، وأمثالهم، وعقائدهم، ومجالس جِدهم ولهوهم. وقد أودَع جَمًّا من ذلك في