يَا مَنْظَرًا حَسَنًا رَأَيْتُهْ ... مِنْ وَجْهِ جَارِيَةٍ فَدَيْتُهْ
الأبيات. ومنها قوله:
[وَيَشُوقُنِي بَيْتُ الحَبِيـ ... ـبِ إِذَا ادَّكَرْتُ وَأَيْنَ بَيْتُهْ]
قَامَ الخَلِيفَةُ دُونَهْ ... فَصَبَرْتُ عَنْهُ وَمَا قَلَيْتُهْ"
"ثم أنشده ما مدحه به بلا تشبيب، فحرمه ولم يعطه شيئًا". (?)
أقول: قد كان عمر بن الخطاب سبق المهدي إلى مثل هذا، روى عبد الله بن السيّد البَطَلْيوسي في "الاقتضاب في شرح أدب الكتاب" في الجزء الثالث أن عمر بن الخطاب كان عهد إلى الشعراء ألا يشبّب رجلٌ بامرأة، وتوعّدهم على ذلك، فكان الشعراء يُكَنُّون عن النساء بالشَّجَر (?)، ولذلك قال حُمَيد بن ثَوْر:
سقَى السَّرْحَةَ المِحْلَالَ وَالأَبْرَقَ الَّذِي ... بِهِ الشَّرْيُ غَيْثٌ دَائِمٌ وَبُرُوقُ
وَهَلْ أَنَا إِنْ عَلَّلْتُ نَفْسِي بِسَرْحَةٍ ... مِنَ السَّرْحِ مَأْخُوذٌ إِلَيَّ طَرِيقُ
أَبَى اللهُ إلَّا أَنَّ سَرْحَةَ مَالكٍ ... عَلَى كُلِّ أَفْنَانِ العِضَاهِ تَرُوقُ (?)