في السنة الثانية فأنشده مديحًا فيه (هو القصيدة التي أولها: يا صَاحِبَيَّ العَشيَّةَ احْتَسِبَا)، يقول فيه:

كَأَنَّمَا جِئْتُهُ أُبَشِّرُهُ ... وَلَمْ أَجِئْ رَاغِبًا وَمُحْتَلِبَا

[يُزَيِّنُ المِنْبَرَ الأَشَمَّ بِعِطْـ ... ـفَيْهِ وَأَقْوَالِهِ إِذَا خَطَبَا

تُشَمُّ نَعْلَاهُ فِي النَّدِيِّ كَمَا ... يُشَمُّ مَاءُ الرَّيْحَانِ مُنْتَهَبَا]

"فأعطاه خمسةَ آلاف درهم، وكساه، وحَمَلَه على بغل، وجعل له وِفادَةً كلَّ سنة، ونهاه عن التشبيب البتّة. فقدم عليه في السنة الثالثة، فدخل عليه فأنشده" قصيدته:

تَجَالَلْتُ عَنْ فِهْرٍ وَعَنْ جَارَتَيْ فِهْرِ ... وَوَدَّعْتُ نُعْمَى بِالسَّلَامِ وَبِالبِشْرِ

ومنها:

تَرَكْتُ لِمَهْدِيِّ الأنَامِ وِصَالَهَا ... وَرَاعَيْتُ عَهْدًا بَيْنَنَا لَيْس بِالخَيْرِ

وَلَوْلَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٌ ... لَقَبَّلْتُ فَاهَا أَوْ لَكَانَ بِهَا فِطْرِي

"فأعطاه ما كان يعطيه قبل ذلك، ولم يزد شيئًا". (?)

وذكر أبو الفرج عن أبي العالية "أن بشارًا قدم على المهدي، فلما استأذن عليه قال له الرّبيع: قد أذن لك وأمرك ألا تُنشد شيئًا من الغزل والتشبيب، فادخُل على ذلك، فأنشده:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015