قيل: أراد بقريش العجم أشرافَ الفرس، وقيل: أراد موالي قريش من الفرس، نقله الخفاجي في "شفاء الغليل" عن ابن المعتز في كتاب البديع (?). وقيل: قريش العجم هم الأكراد (?)، ولا يصح هذا؛ لأن بشارًا وصم الأكرادَ بقطع الطريق في قصيدته التي طالعها: "بكِّرا صاحبَيَّ قبلَ الهَجير" التي امتدح بها سَلم بن قتيبة (?). والصوابُ أنه أراد ما قاله عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب "الرد على الشعوبية": إن أهل خراسان "لَمْ يزالوا في ملك العجم لقَحًا، لا يؤدون إلى أحد إتاوة ولا خراجا" (?). وقد كانت قريش تلقب باللقاح؛ لأنهم لم يدينوا لِمَلِكٍ من الملوك.
وأما رفع نسبه إلى إبراهيم الخليل - عليه السلام -، فذلك من أغلاط ثلة من المؤرخين والقصاصين القاصرين الذين توهموا أن الفرس من ذرية إبراهيم، وذلك لم يقله أحدٌ من علماء الأنساب. والمظنون أن ذلك من موضوعات بعض مؤرخي الفرس في الإسلام، إذ يرمون التقرب من العرب.