وأنشد أحمدُ بنُ جحدر ابنَ الأعرابي أبياتًا، منها قولُه:
حَلَفْتُ بِمَا أَرْقَلَتْ نَحْوَهُ ... هَمَرْجَلَةُ خَلْقُهَا شَيْظَمُ
فقال له ابنُ الأعرابي: "إن كنت جادًّا فحسيبك الله" (?) أي إن لم يكن مقصدُك بجلب هذين اللفظين المزحَ، فقد أسأتَ في صناعة الشعر، فلذلك دعا عليه بـ "حسيبك الله"، الذي يُستعمل كنايةً عن جزاء ارتكاب السيئة، لا دعاء.
"أو غير مستقيم" (?)، أراد به ما خالف قياسَ اللغة، كقول أبي النجم: "الحمدُ لله العَلِيِّ الأَجْلَل" (?) بفك الإدغام، أو ما خفي اشتقاقُه كقول العجاج: "وفاحمًا ومرسنًا مسرجًا" (?)، فلم يُدْرَ أَأَراد أنه منسوبٌ إلى السيف السُّرَيْجِيِّ في الدقة والاستواء، أم إلى السراج في البريق؟