لَكَلَّفْتَنِي ذَنْبَ امْرِئٍ وَتَرَكْتَهُ ... كَذِي العِيرِ يُكوَىَ غَيْرُهُ وَهوَ رَاتِعُ (?)
فإنه شبه نفسه بالبعير المكوي لمرض غيره؛ لأن ذلك هو المقصود، كما شبه المريضَ بذي العير. وكلا المشبهين مفرد، والمشبه به الهيئة، وتركبُ الطرفين معًا يستلزم تركبَ وجه الشبه.
ويسمى بالتشبيه البليغ ما حُذفت أداتُه، فصار المشبه به خبرًا عن المشبه نحو "وجهك البدر" في قول:
وَجْهُكَ البَدْرُ لَا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ ... تُقْضَ لِلشَّمْسِ كِسْفَةٌ وَأُفُولُ (?)
أو صار حالًا، نحو {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة: 22؛ غافر: 64]. ومنه قول أبي الطيب:
بَدَتْ قَمَرًا وَمَالَتْ خُوطَ بَانٍ ... وَفَاحَتْ عَنْبَرًا وَرَنَتْ غَزَالَا (?)
أو مضافًا إلى المشبه نحو: {تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88]، ونحو ذهب الأصيل ولجين الماء. وفي قول شاعر لم يعرف:
وَالرِّيحُ تَعْبَثُ بِالغُصُونِ وَقَدْ جَرَى ... ذَهَبُ الأَصِيلِ عَلَى لُجَيْنِ المَاءِ (?)
وقد يعكس التشبيه ادعاء، كقول محمد بن وهيب: