وقال أيضًا:
بِهَا كُلُّ خَوَّارٍ إِلَى كُلِّ صَعْلَةٍ ... ضَهُولٍ وَرَفْضِ المُدْرِعَاتِ القَرَاهِبِ (?)
وقد تكرر ذلك في شعر النابغة وذي الرمة، وتكرر هذا المعنى ثلاث مرات في بيتين من شعر عنترة وهو قوله:
جَادَتْ عَلَيْهَا كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَمِ
سَحًّا وَتَسْكَابًا، فكُلَّ عَشِيَّةٍ ... يَجْرِي عَلَيْهَا المَاءُ لَمْ يَتَصَرَّمِ (?)
لا جرم أن كثرةَ استعمال "كل" في معنى الكثير يوجب إثباتَ هذا المعنى في دواوين اللغة، ويقتضي إصلاحَ قول القاموس: "وقد جاء استعمال كل بمعنى بعض، ضدٌّ" (?)، بقولنا: "وبمعنى الكثير"، ويزاد ذلك أيضًا في المستدركات على لسان العرب وتاج العروس، وتُذكر له شواهد على طريقة لسان العرب والتاج.