"نقّحنَ جسمى عن نُضار العود ... بعد اهتزاز الغُصُن الأملود"

ثم يعود فيقول: كيف أعتذر لها؟ إنها رأت هواى لها فصدَّت عني، فيقول لها:

"لا! بل قطعتِ الوصل بالصدودِ"

ألم يكن ذلك كذلك؟ وإلا فلمَ:

"قد عجبتْ أختُ بَني لبيد ... وهربتْ مني ومن مسعود"

وإذن فهو الصدود والإِعراض بعد الوصل. أجل! إنها أيضًا تخاف أن يكون بيني وبينها هوَى غالبٌ، وبيّنة ذلك أنهُ لا يمكن أن يكون سرُّ صدودها أنها:

"رأت غلامي سفرٍ بعيد ... يدَّرعان الليل ذا السدود"

"مثل ادِّراع اليَلْمَقِ الجديد"

كما تدعى، فإن هذا الأمرُ لا يوجب دهشةً ولومًا وتفنيدًا، وإذن فهو الصدود، هو الصدود يا ميُّ! ! ويبيت يمنى النفس بغدٍ يراها فيه، فهو يتهيّأ لها، ويزوّر الأحاديث في نفسه للقائها، ويومئذٍ تجد صدُودها وإعراضها قد انقلب شوقًا وصبابة وإقبالًا على فتاها! هكذا كان يقول ويقدِّر، والقدرُ من وراءِ الحجُب يقول: على رِسْلك أيها المغرور! !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015