بأسهما جميعًا. وهذه مصر التي ربطها الله بالسودان منذ أقدم الأزل والتي هي قطعة من السودان يراد بترها منه، فإلى أيهما أنت أقرب، وفي هوى أيهما أنت أرغب؟

إننا ندعو الله الذي هدانا وهداك إلى الإسلام أن يهديك إلى الحق ويسددك وينصرك، وأن يوفقك إلى ما يتمناه قلب كل مصري وسوداني: أن تكون ناصر الإسلام وقاهر الأعداء ومُحِقّ الحق ومبطل الباطل، فتضع يدك في يد أخيك السيد الميرغني وتخرجا على بريطانيا مرة أخرى واحدة تعلنان أن مصر والسودان أمة واحدة وأن بريطانيا كاذبة فيما ادعت علينا وعليكم، وأن لا حياة لأحدنا إذا اقتطع عن صاحبه. افعل هذا أيها السيد الشريف العربي، تكن أعظم مجاهد في تاريخ إفريقية وتاريخ العرب وتاريخ الإسلام. افعل هذا في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، والذي نصر الله عباده ببدر وكانوا يومئذ مستضعفين في الأرض يخافون أن يَتَخَطَّفهم الناس. افعل هذا أيها الشريف العربي تنل بكلمة واحدة مجد الأبطال ومجد الملوك، ويصبح اسمك هدى ومنارًا لكل عربي وكل مسلم ما بقى على الأرض عربي أو مسلم. إنني أدعوك باسمي وباسم الصداقة التي كانت بينك وبين أبي رحمة الله عليه. أدعوك دعوة رجل صائم لله وأدعو الله أن يهديك ويؤيدك بنصره ويمكّن لك، وفي هذا الشهر الطاهر المبارك يرجو المسلم أن تستجاب دعوته: فاللهم أعنا وانصرنا بالهدى. اللهم خَذِّل عنا أعداءنا. اللهم أنقذنا وارحمنا وكن عونًا لنا ولإخواننا في الدين والعروبة.

أيها الشريف العربي، إننا وقوف نترقب، ونتوق، ونتلهف. وظني فيك أنك فاعل ما أراد الله من نصرك لأهله، وأنت أهل الخير ومعدن الكرم وابن الصناديد الأماجد من بني قحطان. السلام عليك أيها الرجل سلام أخ وابن أخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015