الأمن على أن تعرض قضية مصر والسودان في يوم الثلاثاء بعد أن تخلو من رمضان ثماني عشرة ليلة من سنة 1366 من الهجرة، وهو اليوم الموافق للخامس من أغسطس سنة 1947 من ميلاد المسيح عليه أفضل الصلاة والسلام. إنها إن شاء الله بشرى الحق بأن الله قد كتب لقضية مصر والسودان أن تخرج من معمعة مجلس الأمن مؤيدة بنصر الله {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}. فهذا شهر مبارك قد عوّد الله فيه العرب والمسلمين أن ينصرهم على عدوهم، وأن يمكن لهم في الأرض، وأن يؤيدهم بالنصر في ساعة العسرة حيث هم قليل مستضعفون يخافون أن يتخطفهم الناس. . .

ولا يستهينن أحد بخطر هذه القضية، فإن مصر والسودان هي قلب إفريقية أولا، ثم هي قلب العالم العربي، ثم هي قلب العالم الإسلامي كله. فالنصر الذي سوف تناله إن شاء الله على بريطانيا هو نصر لهذه الثلاثة واجتماع لكلمتها، وتاريخ جديد لحياة إفريقية وحياة العرب وحياة الإسلام.

إنها ساعة فاصلة في تاريخنا، فعلى كل مصري سوداني أن يعد عدة الجهاد، وأن يملأ منذ اليوم كنانته، وأن ينصر هذا الوفد الذي سافر إلى أمريكا بيده وقلبه ولسانه، وهذا فرض واجب لا يكاد يسقط عن أحد منا من ذكر أو أنثى. فإننا في ساعة يصنع فيها التاريخ، ولن يخطئ المخطئ المتعمد، أو يولى المقاتل المتهيب إلا كان ذلك فَتًّا في أعضاد المجاهدين الذين رموا بأنفسهم في وطيس المعركة.

ونحن نناشد زعماء الأحزاب الذين تعوّدوا الخلاف والنزاع أن يكفوا غرب ألسنتهم عن إخوانهم الذين سبقوهم اليوم إلى جهاد عدوهم، وأن يوجهوا قدرتهم على الطعان إلى نحور القوم الذين اغتصبوا حقنا وآذونا وضربونا بالذل والهوان أكثر من ستين عامًا، ولم يرعوا فينا شيئا من إنسانية أو شرف. وكل كلمة تنال من وفدنا إلى أمريكا هي ضرب من التخذيل يسوء مصر والسودان، ويسر بريطانيا التي تحاول اليوم أن تملأ الدنيا علينا كذبًا، فلا نكونن إذن حربًا على أنفسنا، وعونًا على اهتضام حقها، ونصرًا لأعدائنا على أنفسنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015