ولقد سمع أحد رجالنا، هو ابن شبرمة، يومًا عروة بن المغيرة وهو ينشد هذه الأبيات:

لا أتقى حسَك الضغائن بالرُّقى ... فعْل الذليل، ولو بقيت وحيدا (?)

لكن أعد لها ضغائن مثلها ... حتَّى أداوى بالحقود حقودا

كالخمر خير دوائها منها بها ... تشفي السقيم وتبرئ المنجودا (?)

فقال: لله در عروة! هذه أنفس العرب.

فهذه نفوسنا، لن تهادن من يعادينا عداوة طويت على الضغائن الصغيرة المحتقرة، فإذا أنابوا وانتصفوا لنا من أنفسهم، وعرفوا قبح ما أَتَوْا وشناعة ما ارتكبوا، فيومئذ نصافحهم مصافحة العربي الَّذي لا يضمر الغدر ولا الغيلة ولا الفتك، ولا يعرف الكذب ولا المخاتلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015