والرهبان وبالأيمان التي يحلف بها النصارى، وذلك كله وهمٌ فاسدٌ، استغرّ به صاحب شعراء النصرانية لويس شيخو اليسوعيّ، فاحتمله فيمن احتمل من شعراء العربية. وشعر النابغة ليس فيه حرفٌ واحدٌ مما زعم أبو الفرج.
هذا، وأبوه "مُخَارِق بن سُلَيْم الشيباني" صحابيٌّ جليلٌ روى له أحمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 294، والنسائي ج 7 ص 113، وروى عبد الله (هذا الشاعر) وأخوه "قابوس بن مخارق" عن أبيهما. وكان عبد الله يكثر رواية الحديث، ثم انصرف إلى الشعر، وله في انصرافه إلى الشِّعر خبرٌ.
قرأت في عدد الرسالة الماضي كلمة يذكرني فيها صديقنا الأخ "زكي مبارك" ويزعم أنه قرأ في "الدستور" كلمة بإمضائي، عدها هو تعقيبًا على المقال الذي نشره في "الرسالة" بعد سقوط باريس تحت أيدي الألمان.
ولو أحسن الدكتور زكي فأخرجني من عداد من ذكر لكفى نفسه مؤونة الفكر في أنى أتعقب كلامه. ولو كان ما قاله الدكتور زكي صحيحًا لكان للسان مقال غير الذي قلت. والذي كتبته كان حديثًا عامًّا لم أرد به أحدًا بعينه وخاصته، وكثير غير الدكتور بكى باريس وناح، فكيف يريد أن يخص نفسه دون سائر مَن أَعْوَل على هذه المدينة؟
وإذن فسائر ما جاء في كلمة الدكتور زكي ليس يعنيني. ولا هو مما أستطيع أن أشتغل به، والمذهب الذي يجري فيه الدكتور غير مذهبنا، وبينهما من الفرق ما يوجب علي أن أصرف خطابه -في هذا المكان من الرسالة- إلى من شاء غيري. وللدكتور مني تحية، وعليه سلام.