ومعني هذا الخبر أن العرب لما ارتدت، وتنازع الصحابة أمرهم بينهم، كادوا يجمعون على المقام في المدينة وما حولها، وهي قرى عربية، يأكلون مما تنبت أرضها، ويعبدون الله حتَّى يأتي أمر الله، وهذا واضح الدلالة على أن المراد بقوله: "قرى عربية"، أعراض المدينة وهي خيبر، وفدك، ووادي القرى، كما سلف من قول ابن خرداذبه، وابن رسته (رقم: 25).
* * *
48 - هذا، وبعد الانتهاء مما سلف، تفضل الأخ الأستاذ عبد الله الوهيبى، فأوقفني على عدة نصوص فاتتنى وأنا أسردها هنا:
- في الاستيعاب لابن عبد البر، في ترجمة "عمرو بن سعيد بن العاص"! "واستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن سعيد، على قرى عربية، منها تبوك وخيبر وفدك. . . .".
ومثله في ترجمته أيضًا في أنساب الأشراف للبلاذرى (4: 128)، وانظر ما سلف (رقم: 17 - 19).
- ثم جاء في الاستيعاب أيضًا في ترجمة "خالد بن سعيد بن العاص": "وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية، وكان الحكم يعلّم الحكمة" انظر ما سلف (رقم: 17 - 19).
49 - وقال أبو حيان في "البحر المحيط" في تفسير سورة الحشر (8: 245).
- "وقال ابن عطية: أهل القرى المذكورون في هذه الآية، هم أهل الصفراء، وينبع، ووادي القرى، وما هنالك من قرى العرب التي تسمى قرى عربية".
قلت: وهذا يشبه أن يكون تفسيرًا واضحا مطابقًا لقول الأصمعى والشافعي وبيانهما فيما سلف (رقم: 21، 22).
50 - وفي كتاب "البدء والتاريخ" لابن طاهر المقدسي (5: 25) في ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وميراثه، قال: