الحدّ، وقم الحزم (?)، نضيض (?) الوفر، لم يضرّك ما اعتددت له من قوة، وأخذت له من حزم، ولم يزدك ذلك إلا جرأة عليه، وتسرّعا إلى لقائه، وإن ألفيته متوقّد الجمر (?) مستكثف الجمع، قوىّ التّبع، مستعلى سورة الجهل، معه من أعوان الفتنة وتبع إبليس من يوقد لهب الفتنة مسعّرا، ويتقدم إلى لقاء أبطالها متسرّعا، كنت لأخذك بالحزم، واستعدادك بالقوة، غير مهين الجند، ولا مفرّط فى الرأى، ولا متلّهف على إضاعة تدبير، ولا محتاج إلى الإعداد، وعجلة التأهّب مبادرة تدهشك، وخوفا يقلقك، ومتى تغترّ بترقيق المرقّقين (?)، وتأخذ بالهوينى فى أمر عدوك لتصغير المصغّرين، ينتشر عليك رأيك، ويكون فيه انتقاض (?) أمرك، ووهن تدبيرك، وإهمال الحزم فى جندك، وتضييع له، وهو ممكن الإصحار، رحب المطلب، قوى العمصة، فسيح المضطرب، مع ما يدخل رعيّتك من الاغترار والغفلة عن إحكام أحراسهم (?)، وضبط مراكزهم، لما يرون فيه من استنامتك (?) إلى الغرّة، وركونك إلى الأمن، وتهاونك بالتدبير، فيعود ذلك عليك فى انتشار الأطراف، وضياع الأحكام، ودخول الوهن، بما لا يستقال محذوره، ولا يدفع مخوفه.

احفظ من عيونك وجواسيسك ما يأتونك به من أخبار عدوّك، وإياك ومعاقبة أحد منهم على خبر إن أتاك به اتّهمته فيه، أو سؤت به ظنا، وأتاك غيره بخلافه، أو أن تكذّبه فيه فتردّه عليه، ولعله أن يكون قد محضك النصيحة وصدقك الخبر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015