ثم أذك (?) عيونك على عدوّك، متطلعّا لعلم أحوالهم التى يتقلّبون فيها، ومنازلهم التى هم بها، ومطامعهم التى قد مدّوا أعناقهم نحوها، وأىّ الأمور أدعى لهم إلى الصلح، وأقودها لرضاهم إلى العافية، وأسهلها لاستنزال طاعتهم (?)، ومن أىّ الوجوه مأتاهم.
أمن قبل الشدة والمنافرة والمكيدة والمباعدة والإرهاب والإيعاد، أو الترغيب والإطماع؟
متثبّتا (?) فى أمرك، متخيّرا فى رويّتك، مستمكنا من رأيك، مستشيرا لذوى النصيحة، الذين قد حنّكتهم السّنّ، وخبطتهم التجربة (?)، ونجذّتهم (?) الحروب، متشزّنا (?) فى حربك، آخذا بالحزم فى سوء الظن، معدّا للحذر، محترسا من الغرّة، كأنك- فى مسيرك كلّه ونزولك أجمع (?) - مواقف لعدوك رأى عين، تنتظر حملاتهم، وتتخوّف كرّاتهم (?)، معدّا أقوى مكايدك، وأوهب عتادك (?)، وأنكأ جدّك، وأجدّ تشميرك، معظّما أمر عدوك لأعظم مما بلغك، حذرا يكاد يفرط، لتعدّ له من الاحتراس عظيما، ومن المكيدة قويا، من غير أن يفتأك (?) ذلك عن إحكام أمورك، وتدبير رأيك، وإصدار رويتك، والتأهب لما يحزبك (?)، مصغّرا له بعد استشعار الحذر، واضطمار (?) الحزم، وإعمال الرويّة، وإعداد الأهبة، فإن ألفيت عدوّك كليل