فراجع أبا جعد، ولا تك مغضبا ... على ظلمة أعشت جميع النواظر

وتب توبة تهدى إليك شهادة ... فإنك ذو ذنب ولست بكافر

وسر نحونا تلق الجهاد غنيمة ... تفدك ابتياعا رابحا غير خاسر

هى الغاية القصوى الرّغيب ثوابها ... إذا نال فى الدنيا الغنى كلّ تاجر (?)

فلما قرأ كتابه بكى، وركب فرسه، وأخذ سلاحه، ولحق بقطرى، وطلبه الحجاج فلم يقدر عليه.

182 - كتاب سبرة بن الجعد إلى الحجاج

ولم يرع الحجاج إلا كتاب قد بدر منه فيه شعر قطرى الذى كان كتب به إليه، وفى أسفل الكتاب إلى الحجاج أبيات منها:

فمن مبلغ الحجّاج أنّ سميره ... قلى كلّ دين غير دين الخوارج (?)؟

رأى الناس (إلا من رأى مثل رأيه) ... ملاعين ترّاكين قصد المخارج (?)

فأقبلت نحو الله بالله واثقا ... وما كربتى غير الإله بفارج

إلى عصبة أمّا النهار فإنهم ... هم الأسد أسد الغيل عند التهايج (?)

وأمّا إذا ما الليل جنّ فإنهم ... قيام بأنواح النساء النواشج (?)

ينادون للتحكيم، تالله إنهم ... رأوا حكم عمرو كالرياح الهوائج (?)

وحكم ابن قيس مثل ذاك فاعصموا ... بحبل شديد المتن ليس بناهج (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015