«من أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان إلى زياد بن أبى سفيان (?)، أما بعد:
فإن المرء ربّما طرحه الهوى فى مطارح العطب، وإنك للمرء المضروب به المثل: قاطع الرّحم، وواصل العدوّ، حملك سوء ظنّك بى، وبغضك لى على أن عققت قرابتى، وقطعت رحمى، وبتتّ (?) نسبى وحرمتى، حتى كأنك لست أخى، وليس صخر ابن حرب أباك وأبى! وشتان ما بينى وبينك، أطلب بدم ابن أبى العاص (?) وأنت تقاتلنى، ولكن أدركك عرق الرّخاوة من قبل النساء، فكنت كتاركة بيضها بالعراء (?): وملحفة بيض أخرى جناحها، وقد رأيت أن أعطف عليك، ولا أؤاخذك بسوء سعيك، وأن أصل رحمك، وأبتغى الثواب فى أمرك، فاعلم أبا المغيرة أنك لو خضت البحر فى طاعة القوم فتضرب بالسيف حتى ينقطع متنه، لما ازددت منهم إلا بعدا، فإن بنى عبد شمس أبغض إلى بنى هاشم من الشّفرة إلى الثور الصّريع وقد أوثق للذبح، فارجع رحمك الله إلى أصلك، واتّصل بقومك، ولا تكن