لأراملهم وأيتامهم، اختطاف الذئب الأزلّ (?) دامية المعزى الكسيرة، فحملته إلى الحجاز، رحيب الصّدر بحمله، غير متأثّم من أخذه، كأنك- لا أبا لغيرك (?) - حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمّك، فسبحان الله! أما تؤمن بالمعاد؟
أو ما تخاف نقاش الحساب؟
أيها المعدود- كان عندنا من أولى الألباب، كيف تسيغ (?) شرابا وطعاما؟
وأنت تعلم أنك تأكل حراما، وتشرب حراما، وتبتاع الإماء، وتنكح النّساء، من مال اليتامى، والمساكين، والمؤمنين والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم هذه الأموال، وأحرز بهم هذه البلاد.
فاتّق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنك إن لم تفعل، ثم أمكننى الله منك، لا عذرنّ (?) إلى الله فيك، ولأضربنك بسيفى الذى ما ضربت به أحدا إلا دخل النار، وو الله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذى فعلت، ما كانت لهما عندى هوادة، ولا ظفرا منى بإرادة، حتى آخذ الحقّ منهما، وأزيل الباطل عن مظلمتهما، وإنى أقسم بالله ربى وربك ربّ العزة ما يسرّنى أن ما أخذت من أموالهم حلال لى أدعه ميراثا لعقبى، فما بال اغتباطك به تأكله حراما؟
فضحّ رويدا (?)، فكأنك قد بلغت المدى، ودفنت تحت الثّرى، وعرضت عليك أعمالك بالمحلّ الذى ينادى فيه المغترّ بالحسرة، ويتمنى المضيّع التوبة، والظالم الرّجعة، ولات حين مناص»، والسلام.
(نهج البلاغة 2: 46، والعقد الفريد 2: 243، ومجمع الأمثال للميدانى 2: 32)