فكتب إليه علىّ:
«أما بعد: فإنه لا يسعنى تركك حتى تعلمنى ما أخذت من الجزية، من أين أخذته؟ وما وضعت منها، فيم وضعته؟ فاتّق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك إياه فإن المتاع بما أنت رازمه (?) قليل، وتباعته وبيلة لا تبيد، والسلام».
(العقد الفريد 2: 242، وتاريخ الطبرى 6: 82)
فلما رأى أن عليّا غير مقلع عنه، كتب إليه:
«أما بعد: فقد فهمت تعظيمك علىّ مرزئة (?) مال، بلغك أنى رزأته أهل هذه البلاد، وايم الله لأن ألقى الله بما فى بطن هذه الأرض من عقيانها (?) ومخبّئها، وبما على ظهرها من طلاعها ذهبا، أحبّ إلىّ من أن ألقى الله، وقد سفكت دماء هذه الأمة لأنال بذلك الملك والإمرة.
ابعث إلى عملك من أحببت، فإنى ظاعن عنه، والسلام».
ورحل ابن عباس عن البصرة، وقد حمل ما كان فى بيت مالها، حتى قدم الحجاز، فنزل مكة، واشترى من عطاء بن جبير ثلاث مولّدات حجازيات بثلاثة آلاف دينار.
(العقد الفريد 2: 242، تاريخ الطبرى 6: 82، وشرح ابن أبى الحديد م 4: ص 64)