ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت، وإلى أمصاركم قد افتتحت، وإلى ممالككم تزوى (?) وإلى بلادكم تغزى؟ انفروا رحمكم الله إلى قتال عدوكم، ولا تثّاقلوا إلى الأرض، فتقروا (?) بالخسف، وتبوءوا بالذل، ويكون نصيبكم الأخسّ، وإنّ أخا الحرب الأرق، ومن نام لم ينم عنه، والسلام».
(نهج البلاغة 2: 86)
ولما بلغ محمد بن أبى بكر أن عليّا قد بعث الأشتر شقّ عليه، فكتب علىّ إليه حين بلغه موجدته لقدوم الأشتر عليه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلى محمد بن أبى بكر.
سلام عليك، أما بعد: فقد بلغنى موجدتك (?) من تسريحى الأشتر إلى عملك، وإنى لم أفعل ذلك استبطاء لك فى الجهاد، ولا استزادة لك منى فى الجدّ، ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك، لولّيتك ما هو أيسر عليك مئونة، وأعجب إليك منه ولاية.
ألّا إن الرجل الذى كنت ولّيته أمر مصر، كان لنا رجلا مناصحا، وعلى عدونا شديدا ناقما، فرحمه الله، فلقد استكمل أيّامه، ولا قى حمامه (?) ونحن عنه راضون، أولاه الله رضوانه، وضاعف له الثواب، وأحسن له المآب، فأصحر (?) لعدوك، وامض على بصيرتك، وشمّر لحرب من حاربك، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة